الاثنين، 24 نوفمبر 2014


الأسلوبية والبلاغة. أية علاقة؟
ذ. حميد المساوي



يرى المسدي أن ما تتصف به البلاغة القديمة من معيارية، وخضوع للمنطق، وعدم التمييز بين أنماط اللغة، والقصور عن الإحاطة بكل جوانب العمل الأدبي، هو ما أدى الى ظهور الأسلوبية بكل توجهاتها فكان هدفها هو البحث عن مكونات الكلام الفني، وعما يميزه عن بقية مستويات الخطاب وسائر أصناف[1] الفنون الإنسانية إنها رؤية جديدة وبديل لساني في نقد الأدب وهو ما يؤكده عبد السلام المسدي بقوله:" هذه المكتسبات المبدئية تكاد تنبئنا بأن تحولا جذريا سيغزو الأدب وتياراته النقدية وسيكون من تولد إني جديد قد لا يتعذر معه أن تتجاوز الأسلوبية نفسها بنفسها"[2].

إنما تسعى بشكل من الأشكال الى رفض كل ما يمت الى التبعية والسيطرة بصلة[3]. وهذا لا يعني الانفصال المطلق عن القديم وإنما هي دعوة الى تجنب الرؤية السلفية التي تجعل من البلاغة قراءة للحاضر على ضوء الماضي يقول بيير كوينتز في مقابل فكرة الرجوع الى البلاغة كقراءة ارتدادية ، نرى هنا فكرة رجوع البلاغة الذي يعني حسب منظور باشلار إجراء تواتريا أي قراءة الماضي على ضوء إشكالية معاصرة"[4].

وقد تحدث (شبلنر) عن طبيعة وحدود استفادة النظرية الأسلوبية من الخصائص النوعية للبلاغة شريطة التعامل مع هذه الخصائص على أساس أنها نظام من نموذج جمالي واستدلالي يقول :" إن المحسنات البديعية وألوان البيان لها أهمية كبرى في النظرية الأسلوبية إذا فهمت على أنها نظام من نموذج جمالي واستدلالي يوضح تحت تصرف المؤلف ليعطي به تأثيرا معين عند جمهوره.."[5].


 




[1] -  الأسلوبية  والأسلوب ، د.عبد السلام المسدي ،الدار العربية للكتاب ط2 سنة 1982 ص 37
[2] - نفسه ص 22
[3] - أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث من خلال بعض نماذج :توفيق الزيدي الدار العربية للكتاب سنة 1980 ص 94
[4] - الأسلوب بين اللغة والنص : عز الدين الذهني المطبعة والورقة الوطنية والورقة الوطنية مراكش ط 1 سنة 2005
[5] - نفسه ، ص 22.الأسلوبية والبلاغة. أية علاقةhttp://hamidzag.blogspot.com/p/blog-page_2366.html