الجمعة، 8 يوليو 2011

"نظرية الصورة" سنة 1994قراءة د. محمد الجواي (أستاذ بكلية الآداب بمراكش).

كيف نقرأ كتابا ؟(مجموعة البحث في الصورة)                      الأربعاء: 08/06/2011
                                                        المساوي              
 Picture theory:  essays on verbal and visual representation BYW.J. 
Thomas Mitchell.(1994)
"نظرية الصورة" سنة 1994 قراءة د. محمد  الجواي
(أستاذ  بكلية الآداب بمراكش).

            قبل الحديث عن الكتاب لابد من إلقاء نظرة سريعة حول الكاتب وإن كنا سننحاز على الترتيب والتسلسل الذي ارتآه المترجم (محمد الجواي) في سرد المعطيات والأفكار المتعلقة بالموضوع، إذ ابتدأ حديثه عن الأدب بشكل عام، ثم تلاه بالحديث عن الكتاب، تاركا صاحب الكتاب إلى مابعد. وفي نظري أن الحديث عن المؤلف هو الذي يجب أن يتصدر الكلام؛ إذ لا يتصور معرفة فكر أي شخص دونما معرف مسبقة عن حياته وعن مؤلفاته إن كانت له مؤلفات.
ولهذا السبب سيكون علينا أن نختار وجهة  أخرى في رصد المعطيات دون الخروج عن ما توصل إليه المترجم، ودون إغفال للجانب النقدي إذا أمكن.
 طوماس ميتشل: عاش هذا الرجل بأمريكا في أواخر ق20، و بدايات ق21، وفي هذه الفترة بالذات كان الحديث عن "الصورة" قد أخذ من الفكرين الكثير وصرف انتباههم، وطوماس واحد من هؤلاء، فقد أفرغ حياته في البحث عن الصورة وعن عوالمها، ولا يكاد يخلو مؤلف من مؤلفاته إلا ونجد فيه حديثا عن الصورة.
بسبب اهتمامه بالصورة عين طوماس رئيسا لأرقى وأهم دورية تصدر في كل ثلاثة أشهر (من أواسط السبعينات إلى الآن)، بخصوص موضوع الصورة.
 كتب إلى حد الساعة أربعة كتب هي:
- "علم الأيقونة":                -  iconology (1986)        
- "نظرية الصورة":       - picture  theory  (1994)          
- "ماذا تريد الصور؟": - what the pictures want  (2005)
- "استنساخ الإرهاب، حرب الصور".
إن الإشكال الذي يعالجه ميتشل في كتابه" ..picture theory."، يتجسد في العلاقة البينة بين النص والصورة، إذ لا يمكن بأي وجه من الأوجه الفصل بين هذين العنصرين،  فالصورة جزء من النص، والنص جزء من الصورة.
وحيثما وجد الإنسان وجدت الصورة، يحلم بالصورة، ويفكر بالصورة، وتستملكه الصورة ( الصورة لغاية سياسية مثلا) "نريد أشياء من الصور، والصور تحتاج إلى أشياء منا، تريد أن نحتفظ بها، تريد أن نقبلها".
ميتشل يعطي للصور الحياة، فهي كائن حي ومتحرك. والصورة في نظر ميتشل ليست صورة واحدة  وإنما هي أشكال متعددة.

- صور لفظية        Verbal

- صور ذهنية      menta                                                              
                                  
- صور إدراكية    pereeptual   
- صور بصرية    optical
- صور تصويرية graphic
                
                                                       
مأخود من كتاب "علم الأيقونة"

وكل صورة من هذه الصور لها ما يميزها عن غيرها؛ فالصور اللفظية  تتمثل في أشكال المجاز ( الصورة الشعرية)، والتعبيرات الوصفية. والأدب هو المنجم الذي يحفل بهذا النوع من الصور.
والصور الذهنية وهي كل ما يدور بالذهن ويتخذ شكلا معينا. فالصور الإدراكية وهي المظاهر الخارجية. ثم الصور البصرية وتتجسد في الماريا، والصور المنعكسة. فالصور التصويرية، وتتمثل في: الفوتوغرافيا، لتماثيل  التصميمات، الخرائط ...
وكل صورة تنتمي إلى حقل معرفي معين، فالصورة الذهنية تنتمي إلى علم  النفس، والصورة العقلية تنتمي إلى علم المعرفة، والصورة البصرية تنتمي إلى علم الفزياء والصورة اللفظية تنتمي إلى علم النقد الأدبي.
وقد وضع ميشيل مجموعة من الشروط لتحليل الصورة، وتخص المحلل بشكل مباشر وهي:
 * القدرة على الإلمام بمناهج البحث
              * التفلسف في اللغة 
 * العلم بالبصريات. 
 * العلم بتاريخ الفن.
 * العلم بالنقد.
منهج ميتشل:
يتميز منهج ميتشل بالتنوع والانتقائية والشمولية في آن واحد، والشمولية لأن همه بالأساس نظري.
يقول ميتشل مند البداية: "لا أستطيع أن أدعي بأنني سأقوم بإنهاء عمل  نظير يكون منتهي بخصوص الصورة"، فهو يبرر مند البداية عدم الانتهاء عند  حل واحد وموحد لمشكل الصورة، وأن ما يقوم به ما هو إلا فاتحة لمشروع لم يختم  عليه بعد لأن الصورة موضوع ميداني لا يمكن الإحاطة به من كل الجوانب.
 ينقسم عمل ميتشل إلى شقين، شق نظري يتمثل في أن هذا العمل امتداد لسليلة المفكرين الذين اهتموا بالصورة ابتداء من ملينوفسكي، ومرورا بكومبرتش  (تاريخ الفن/ الفن والوهم).
وإن كان لهذا الرجل من ميزة تذكر، فإنما لهدم هذه الهوة داخل الحقول  المعرفية، وقد يستفاد من هذا أن الرجل يدعو إلى منهج متكامل.
وشق تطبيقي مجسد في الاهتمام بالصورة كقصيدة شعرية أو لوحة أو فيلم سينمائي، أو صورة ذهنية. وكيف أن الصورة تصبح جزءا من النص؟ فهو إذن يؤكد على العلاقة الوطيدة بين الصورة والنص، وأن لامبرر للفصل بينهما.
في نظري أن محلل الصورة مهم بلغ، فإن تأويله يظل نسبيا إذا ما قرنا بتصور صاحب الصورة ولذلك تختلف تأويلتنا للصورة الواحدة، وقد تختلف حتى  الآليات.  
هناك مجموعة من المواقف هي في نظرنا بمنزلة عمل متمم لما قام به  المترجم (محمد الجواي).
- موقف الدكتور عز الدين الذهبي ( كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، مراكش): يرى أن الصورة لها خطورة كبيرة في كل حياتنا (سياسيا/ إجتماعيا/ إقتصاديا/ فكريا...)، لما تؤذيه من وظائف (وظيفة  تخزين الحقيقة، فوظيفة التحليل، ثم وظيفة فنية وجمالية).
فانتهى إلى سؤال، في نظري لو تمت الإجابة عنه لأمكننا التخلص من العوائق التي تتخلل موضوع الصورة والسؤال هو، كيف نواجه هذا الهجوم الذي تواجهنا به الصورة؟.
- موقف الدكتور عبد الواحد بن ياسر(كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، مراكش ): حاول أن يعالج الموضوع  من نظرة فلسفية، قارن فيها بين أفلاطون وأرسطو؛ فإذا كان أفلاطون في الكتاب العاشر من الجمهورية، قد انتقد وهاجم الصورة والتصوير وكل ماله محاكاة  وإمائية.
فإن أرسطو على العكس من ذلك وقف موقفا إيجابيا من الصورة أو المحاكاة بشكل عام.
تحدث أيضا عن نظرية الأدب؟، فأشار إلى وجود تشكيك في كل ما هو نظري، ومع ذلك لا بأس أن نستحضر كل الكتابات المتعلقة بالصورة. ويظل لنظرية الأدب حضورها مثل ما لا يمكن أن نستغني عن سيميولوجيا الصورة، ومثلما لا نستطيع أن نستغني عن النص بوجود النص الرقمي.
- موقف الدكتور مصطفى العريصة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، مراكش ): أشار إلى أن الحديث عن الصورة  يرتبط دوما بثقافة حول الصورة وأن النقاش يجب أن ينصب على علاقة اللغة  بالمرئيات.  

مراكش في: 08/06/2011

هناك تعليق واحد:

كريمة سندي يقول...

موضوع جديد وجميل عن نظرية الصورة فلم أسمع به من قبل

سعدت بتشريفك لي عزيزي .. أرق التحايا